جاري تحميل ... انفوميكس infomix

إعلان الرئيسية

إعلان في أعلي التدوينة

حقائق حول العالم

فيروس كورونا : القصة الكاملة

فيروس كورونا : القصة الكاملة

فيروس كورونا : القصة الكاملة 

العالم يعيش روتينه اليومي الممل و التنافس السياسي والاقتصادي في أوجه... فجأة العالم يستنفر،الرعب ينتشر، دول تغلق حدودها وتفرض إجراءات وقائية ربما هي الأشد قسوة في التاريخ والأكثر صرامة ، فيحبس أكثر من ثلث البشرية داخل البيوت إجباريا و الخروج منها إلا للضرورة القصوى كل هذا بسبب كائن مجهري لا يرى بالعين المجردة ، قاتل ، سريع الانتقال ، لا يفرق بين الناس و لا يعترف بالحدود بين الدول ، ويشكل تهديدا صريحا بحصد الأرواح متى استطاع وأصبح يصنف كوباء عالمي .
إنه فيروس كورونا المستجد مسبب مرض"كوفيد 19 COVID" فما هو فيروس كورونا و كيف بدأت القصة؟

ما هو فيروس كورونا

يسمى بفيروس كورونا "SARS-COV 2 " لأنه يأخذ شكلا تاجيا وهو فيروس مجهري ومستجد ينتمي لفصيلة كبيرة من الفيروسات التاجية  "فيروسات كورونا" تصيب عادة الحيوانات مثل الخفافيش والأفاعي والخنازير والجمال إلا أنها يمكنها أن تنتقل إلى الإنسان في طفرة نادرة  عبارة عن تحول في الجينات فتصبح متجددة ، وبما أنه فيروس فهو عبارة عن عامل بيولوجي تحيط به مادة دسمة يحمل حمض نووي متطفل يدخل على الخلايا البشرية أو الحيوانية و يقوم بتعطيلها والسيطرة عليها بطريقة تجعل هذه الخلايا تنقسم و تنتج المزيد من الفيروس كأنها عملية طباعة أو توالد ، فهو هنا يختلف عن البكتيريا باعتبارها خلية بحد ذاتها ويمكن تعطيلها أو القضاء عليها بواسطة الأدوية واللقاحات وهو عامل حيوي "بيولوجي "وليس خلية وهنا تكمن صعوبة القضاء عليه ، ينتقل فيروس كورونا من شخص إلى آخر عن طريق الاتصال المباشر كالسعال أو العطس أو ملامسة الأسطح الملوثة حيث يمكنه العيش عليها لساعات ، وتستمر حضانته 14 يوم مابين الإصابة به وظهور الأعراض على الشخص المصاب.

تاريخ فيروس كورونا

وقد كان للبشرية تجارب سابقة مع هذه العائلة من الفيروسات "فيروسات كورونا" أو فصيلة الفيروسات التاجية منها :
- متلازمة الالتهاب الرئوي الحاد "سارس": انتقل عبر الخفافيش إلى القطط ومنها إلى الإنسان ، وسجلت أول إصابة به سنة 2002 بالصين خلف أكثر من 600 ضحية في كل من الصين و هونغ كونغ بين سنتي 2002 و 2003.
- فيروس ميرس "متلازمة الشرق الأوسط التنفسي: ظهر سنة 2012 بالمملكة العربية السعودية انتقل عن طريق الجمال إلى البشر وأوقع 800 قتيل في منطقة الشرق الأوسط

اعراض فيروس كورونا

التقيء 
- سعال حاد وجاف ومتواصل
- اضطرابات في المعدة و إسهال
- حرارة مرتفعة  تتجاوز 37,8 درجة  لاتنخفض باستعمال الأدوية أو المسكنات
- ضيق شديد في التنفس
- الإحساس بالإجهاد
- اضطرابات في الوعي
- صعوبة شديدة في عملية البلع

بداية قصة فيروس كورونا

- المكان: سوق "هوانان" في مدينة "ووهان" عاصمة مقاطعة "خوباي" الصينية ، وهو سوق للمأكولات البحرية نشط جدا و قبلة لعدد كبير من الصينيين الذين يبحثون عن مأكولات تقدم طازجة من القفص أمامهم مباشرة ، تعرض فيه أنواع كثيرة من الحيوانات والزواحف وأكثرها غرابة كالكلاب والقطط و الخفافيش والثعابين و الفئران وغيرها.
الزمان: الثامن من ديسمبر 2019: بدأت فصول سيناريو كورونا المرعب عندما تمت إصابة أحد التجار بالتهاب رئوي تم على إثرها نقله للمستشفى ، بعدها تم فحص 104 حالات  في الواحد والثلاثين من نفس الشهر ، ولم يتم تصنيفها كإصابات بالفيروس بل صنفت كمرض التهاب رئوي غير معروف و مجهول  المصدر، لم يتم إصدار أي تحذير بهذا الخصوص واستمر سكان "ووهان" البالغ عددهم 11 مليون نسمة بالاختلاط وإقامة المأدبات بحضور الآلاف ، ومع التزايد السريع في عدد الإصابات تم إصدار قرار غلق سوق "هوانان" في 1 يناير جانفي 2020 .
 قبلها بيومين حذر الطبيب الصيني"لي وينليانغ" من الفيروس بعد معاينته مخبريا ونصح زملائه باتخاذ إجراءات وقاية في التعامل معه وحذر من تفشيه ، ما تسبب له في الكثير من المضايقات والتهديدات من طرف السلطات الأمنية بسبب ترويجه للإشاعات حسبهم في ذلك الوقت ،وفيما بعد نفس هذا الطبيب انتقلت إليه عدوى كورونا وتوفي على إثرها، تلاه فيما بعد إصابة ووفاة العديد من أفراد الأطقم الطبية بسبب الفيروس حيث أعلنت الصين في العشر من شهر مارس 2020 إصابة 230 من العاملين في مجال الرعاية الطبية ، ففي البداية تكتمت الصين عن تفشي فيروس كورونا ، حيث صرح حينها "تشونغ نان شان" المستشار الطبي للحكومة الصينية بأن مركز مكافحة الأمراض لا يملك الصلاحيات الكافية وأنه تابع للجنة الصحة.
بدأ وباء فيروس كورونا في الانتشار وتزايدت أعداد المصابين بالعدوى ، ما اضطر الحكومة لعزل مدينة "ووهان" وإغلاقها بالكامل في 23 يناير جانفي 2020 وتم فرض الحجر الصحي داخلها بالإضافة لوقف حركة السير عبر البلاد.
 بالرغم من إجراءات الصين المشددة والصارمة اتجاه تفشي الوباء إلا أنها لم تستطع منعه من التنقل والانتشار حول العالم بسبب التأخر في الإعلان عنه والذي تم أول مرة في السابع من يناير جانفي 2020 ، فبعد بضعة أسابيع سجلت حالات إصابة بالفيروس في أكثر من 19 دولة والذي تزامن مع مغادرة حوالي 7 ملايين شخص مدينة "ووهان" الموبوءة قبل فرض الحجر الصحي عليها بأسبوعين أو ثلاثة فقط .

كرونولوجيا انتشار فيروس كورونا

 في يوم 29 من فبراير "فيفري" 2020  انتشر فيروس كورونا في 60 دولة ، وارتفع عدد الإصابات إلى 85 ألف إصابة مؤكدة حول العالم بينها 79 ألف في الصين وحدها ، بينما كوريا الجنوبية تعلن عن 594 إصابة بالفيروس في يوم واحد ليرتفع إجمالي الإصابات إلى2931 حسب المركز الكوري لمكافحة الأمراض ، وتصبح ثاني دولة من حيث عدد الإصابات بعد الصين و بلغ عدد الوفيات 17قتيل، تليها إيطاليا ب 1128 حالة إصابة مؤكدة و29 حالة وفاة ، فيما أعلنت وزارة الصحة الإيرانية عن 593 حالة كإجمالي الإصابات بالفيروس منها شخصيات بارزة ومسؤولين في الدولة و 9 حالات وفاة جديدة ليرتفع العدد الإجمالي إلى 43 حالة وفاة في البلاد ، كما أعلنت فرنسا على لسان وزير الصحة "اوليفيه فيران " عن 100 حالة إصابة مؤكدة بينما أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية عن أول حالة وفاة بالفيروس  و 79 إصابة مؤكدة .
في الحادي عشر مارس 2020 منظمة الصحة العالمية تعلن فيروس كورونا المستجد وباءا عالميا حيث عبر المدير العام للمنظمة "تيدورس ادهانوم غيبريسوس" عن قلقه الشديد من سرعة وتيرة تفشي الفيروس حول العالم ، كما أعلنت المستشارة الألمانية "انجيلا ميركل " عن إمكانية إصابة من 60 إلى 70 بالمائة من السكان بهذا الفيروس ، ولكنها لم تتوقع أن تصبح القارة الأوربية بِؤرة التفشي الجديدة للوباء ، فبعد ثلاث أيام من إعلان فيروس كورونا وباءا عالميا وصل انتشاره إلى 124 بلدا ، فبعد إعلان الصين على أنها تحرز تقدما في محاربة الوباء وأن حالات الإصابة به في تناقص بعد أن بلغت 81 ألف حالة إصابة مؤكدة ، تشهد أوروبا منحى تصاعدي رهيب في انتقال العدوى و عدد الإصابات المؤكدة بكورونا ، فإيطاليا وبعد أن عزلت نفسها عن العالم أصبحت تحطم أرقاما قياسية في عدد الوفيات في فترة 24 ساعة .

أوروبا العجوز الأرض الخصبة لفيروس كورونا

 في 27 من شهر فبراير "فيفري" 2020 كان عدد الحالات في إيطاليا يبلغ 650 إصابة مؤكدة بفيروس كورونا وأقل من 20 حالة وفاة ، معظمها شمال البلاد في ميلانو والضبط منطقة "لومبارديا" ، لكن كورونا وجدت طريقها في التفشي بسرعة هائلة متزامنة مع إعلان الحكومة الايطالية فرض إجراءات طارئة لمواجهة الفيروس ومنع انتشاره عبر إغلاق المدن الشمالية ، حيث بلغت أعداد المصابين في 24 مارس 2020 أكثر من 63900 حالة مؤكدة و وإجمالي وفيات بلغ 6078 شخصا بمعدلات تتراوح ما بين 600 و 700 حالة وفاة يوميا ، ما فرض على الأطقم الطبية ترك المسنين يواجهون الموت واضطرار السلطات للجوء إلى حرق الجثث المتراكمة ، وأرجعت التقارير أسباب هذا التفشي إلى تأخر السلطات في اتخاذ إجراءات الحظر، بالإضافة لارتفاع متوسط أعمار الايطاليين وكذلك ثقافة الترابط الاجتماعي بين الشباب وأقاربهم من المسنين .
وغير بعيد عن إيطاليا فإسبانيا أيضا أصبحت بؤرة جديدة لانتشار فيروس كورونا ، فقد أعلنت السلطات الاسبانية في 24 من شهر مارس عن العدد الإجمالي للاصا بات المؤكدة في البلاد و الذي بلغ أكثر من 33 ألفا وإجمالي  2000 حالة وفاة بعدما سجلت 462 حالة وفاة في يوم واحد ، بينها العشرات من الجثث وجدت في دور الرعاية الخاصة بالمسنين ، وقد واجهت الحكومة الاسبانية العديد من الانتقادات بسبب السماح للمواطنين بحرية التنقل من منطقة لأخرى قبل الإعلان عن حالة الطوارئ ، الأمر الذي ساهم حسبهم في انتشار الفيروس في مختلف أقاليم ومناطق إسبانيا ، وسط مخاوف من تكرار سيناريو إيطاليا وبشكل أسوء خاصة في ظل النقص الكبير في أجهزة التنفس المستعملة في إنعاش المصابين ، أما في فرنسا فقد أعلنت السلطات في 25 مارس عن 1100 حالة وفاة أجمالية بواسطة كورونا و ارتفاع عدد الإصابات إلى 22300 إصابة ، بعد فرض قيود جديدة على تنقلات الفرنسيين حددت بمدة ساعة وضمن محيط كيلومتر واحد فقط ، ولا يسمح بهذه التنقلات إلا للضرورة القصوى مع فرض غرامات على المخالفين ، كما أوصى مجلس الخبراء العلمي في فرنسا بتمديد فترة الحجر الصحي لستة أسابيع أخرى بعدما حددتها سابقا الحكومة ب 15 يوما ، من جهة أخرى ورغم إغلاق المدارس و إلغاء الحفلات و المعارض وتوقف شبه تام للحركة في برلين ، وصل عدد الإصابات الإجمالي في ألمانيا إلى أكثر من 36000 حالة منها 181 حالة وفاة ، وفي بريطانيا وصل عدد الوفيات إلى 300 قتيل  و6600 حالة إصابة مؤكدة ، تم على إثرها فرض الإغلاق العام في كامل المملكة المتحدة لمدة ثلاث أسابيع أعلن عنه رئيس الوزراء البريطاني "بوريس جونسون" مع تغريم المخالفين ، كما سجلت بلجيكا أكثر من 4900 حالة بعد تأكيد إصابة 668 حالة جديدة إلى غاية 25 مارس 2020 . 

الولايات المتحدة الأمريكية البؤرة الجديدة لتفشي كورونا

بعد انتشار فيروس كورونا في عدة دول في العالم  حذر خبراء طبيون أمريكيون من تحول الفيروس لوباء عالمي لكنهم لم يتوقعوا أن تتفوق الولايات المتحدة الأمريكية أن على الصين في عدد الإصابات ب كوفيد19 وتصبح البؤرة الجديدة والكبرى لتفشي الوباء ، فبعدما كانت أمريكا تحتل المركز الخامس بتاريخ 21 مارس في ترتيب الإصابات بالفيروس بعد كل من الصين ، ايطاليا ،ألمانيا ، و اسبانيا، بعدد إصابات إجمالي يقدر بنحو 20000 ألف حالة و عدد الوفيات أكثر من 250 وفاة ، قال حينها الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" أن الإدارة الأمريكية ستوقف دخول الأفراد عبر الحدود البرية عبر التنسيق مع المكسيك و كندا من أجل تفادي انتشار كورونا في أمريكا الشمالية ، هاهي الولايات الأمريكية تسجل 82400 حالة إصابة مؤكدة ووفاة أكثر من 1100 شخص بتاريخ 27 مارس 2020 ، ما يقارب 38000 إصابة منها في مدينة نيويورك وحدها تليها نيوجيرسي ب 6800 حالة ، ولم تقتصر الحالات على المدنيين بل انتقلت لصفوف العسكريين وأصبحت الإصابات تزيد بالآلاف كل يوم ، ما اضطر الحكومة الأمريكية لاتخاذ إجراءات سريعة لمواجهة الوباء فقد صادق مجلس الشيوخ على حزمة إنعاش اقتصادي بقيمة 2000 مليار دولار لدعم العائلات الأمريكية وتجنب إفلاس الشركات. 
لغاية كتابة هذه الأسطر لازال العالم يقف متفرجا وعاجزا برغم كل ما يملكه من تكنولوجيا وعلوم متقدمة ، أمام هذا المخلوق الصغير الذي أصاب لحد الآن أكثر من نصف مليون شخصا عبر العالم و فتك بما يزيد عن 23000 ضحية عبر أكثر من 200 دولة حول العالم ، ويستمر في التفشي وحصد الأرواح بوتيرة متسارعة وسط صدمة البشرية ،  فيروس كورونا الذي قد يصبح اخطر واكبر وباء في المعمورة وعبر كل العصور.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

مدونة انفوميكس . هى مدونة عربية مهتمة بنشر مواضيع تثقيفية و تعليمية, وايضا تجد في المدونة العديد من الشروحات فى مختلف المجالات , تم انشاء المدونة بداية العام 2019 ، وكان الغرض منها تقديم كل ماهو جديد ومفيد فى الساحة العربية ,